العبودية هي الغاية الاسمى والقصوى التي يصبو الانسان للوصول اليها،وان وصل اليها،يكون قد وصل فيها الى الكمال وبرّ الامان.وقد سعى جميع الانبياء والاولياء عليهم السلام لتحقيق هذا الهدف السامي.وقد اثبتت الادلة العقلية والنقلية ان الطريق الوحيد للوصول الى مقام العبودية،هو العلم والمعرفة،والعلم بقواعد العمل الموصلة الى رضاء الله تعالى.فإن اعتمدت هذه القواعد واستقت تشريعاتها من الخالق جلّ شأنه،ستصل الى السعادة الحقيقية،وبما ان العلم الكامل والتام المستقى من علم خالق البشرية والعالم اجمع،هو الارقى والاعلم بجميع المصالح والمفاسد،والمطلع على خفايا النفس البشرية والكون والخلق،ولذلك فإن الشريعة الاسلامية بإعتبارها خاتمة الشرائع السماوية لم يفرق حالها عن باقي الشرائع باعتمادها على العلم والاستضاءة بنوره والتأكيد عليه.فهذه القوانين بعد استنباطها من المصادر،تصاغ في قالب فقهي،لتصب اهتمامها على المكلف،وليكون محورها الاساسي سلوك المكلفين،فالتعرف والاحاطة بالتكليف والقانون،هو في الحقيقة نقطة البداية للفقه.  


جميع حقوق الموقع محفوظة ومسجّلة لمؤسسة الإمام الخميني (ره) للتعليم والأبحاث